انطلاق مؤتمر "أهمية دور المُجتمعات المحلية والشعوب الأصلية في تعزيز الصلة بين التراث الثقافي غير المادي والحفاظ على الحياة البرية"
أبوظبي- 27 سبتمبر 2022
انطلقت صباح، الثلاثاء، فعاليات المؤتمر المُصاحب للدورة التاسعة عشرة من معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية، تحت عنوان "أهمية دور المُجتمعات المحلية والشعوب الأصلية في تعزيز الصلة بين التراث الثقافي غير المادي والحفاظ على الحياة البرية"، بتنظيم من نادي صقاري الإمارات والاتحاد العالمي للصقارة والمحافظة على الطيور الجارحة (IAF)، بالتعاون مع منظمة اليونسكو والاتحاد الدولي لصون الطبيعة، وبمُشاركة 24 صقاراً شاباً (تتراوح أعمارهم بين 18 و 30 عاماً) من 24 دولة.
وأشاد المتحدثون في المؤتمر بجهود دولة الإمارات العربية المتحدة في مجال دعم الصقارة وصون البيئة وتحقيق الاستدامة، مؤكدين أن اهتمام الإمارات ومؤسسها الوالد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، لم تكن مصادفة أو ارتجالية، ولكنها تعكس إيماناً عميقاً بضرورة العمل من أجل حماية وصون البيئة من جانب، وفي نفس الوقت التمسك بالعادات والتقاليد الأصيلة. كما تناول المشاركون العلاقة بين الصقارة والتغيرات المناخية والحفاظ على الموارد الطبيعية وتحقيق التوازن البيئي.
ورحب معالي ماجد علي المنصوري، رئيس الاتحاد العالمي للصقارة والمحافظة على الطيور الجارحة، الأمين العام لنادي صقاري الإمارات، في كلمته في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، بممثلي كل من الاتحاد الدولي لصون الطبيعة ومُنتدى المنظمات غير الحكومية المعنية بالتراث الثقافي غير المادي في اليونسكو، إذ قد يمثل المؤتمر المرّة الأولى التي تتواجد فيها هاتان المُنظّمتان المرموقتان في نفس القاعة. كما رحب بمشاركة جميع الخبراء والعلماء والأكاديميين والصقّارين القادمين من مختلف الدول، وبشكل خاص ممثلي المُجتمعات المحلية في كل من منغوليا وكازاخستان وتونس والصين وجورجيا، وجميع الصقّارين الشباب المُشاركين من 24 دولة، والفخورين بتقديم تقاليدهم الوطنية في معرض أبوظبي للصيد الذي تتواصل فعالياته لغاية يوم 2 أكتوبر القادم.
وشدد المنصوري على أهمية الموضوع الذي يطرحه المؤتمر. وقال: "إنّه لمن دواعي سروري بصفتي رئيس الاتحاد العالمي للصقارة والمحافظة على الطيور الجارحة، أن أرحب بكم جميعاً في هذا المؤتمر: "أهمية دور المُجتمعات المحلية والشعوب الأصلية في تعزيز الصلة بين التراث الثقافي غير المادي والحفاظ على الحياة البرية".. إنّه عنوان طويل لمؤتمر، لكنّ الروح الكامنة وراءه لها تاريخ طويل كذلك، ونحن هنا للاحتفاء بهذا التاريخ المُهم، ومُناقشة كيف يُمكننا الاستناد إليه والاعتماد عليه في جهودنا للتأثير إيجاباً على المستقبل". معربا عن أمله في يتولى المؤتمر عرض مُبادرات ومشاريع الصون الناجحة التي أطلقها الصقّارون، والتي ما زالوا يواصلون القيام بها اليوم، وكذلك تشجيع الصقّارين في كل مكان على المُساهمة في أعمال الحفظ والصون، تماماً كما كان يقوم بذلك كثيرون من رموز وأفراد المُجتمع منذ عدّة قرون.
وأضاف: "لقد وقّع كل من الاتحاد العالمي للصقارة والمحافظة على الطيور الجارحة، والاتحاد الدولي لصون الطبيعة مؤخراً، مُذكّرة تفاهم مهمة، ويُسعدنا اليوم الإعلان عن ذلك والاحتفاء بهذه الخطوة المحورية في تاريخ اتحاد الـ IAF. إنّ الركائز الثلاث التي تدعم الصقارة اليوم هي: التوسّع في الدعم الذي تُقدّمه منظمة اليونسكو على صعيد الحفاظ على التراث الثقافي، وتوقيع مذكرة التفاهم بين كلّ من الـ IAF و الـ IUCN على صعيد تعزيز أعمال الحفظ والصون، وكذلك إطلاق الاتحاد العالمي للصقارة والمحافظة على الطيور الجارحة، دورة تدريبية افتراضية عبر الإنترنت في مجال رعاية الحيوان، وهي المرحلة الأخيرة في برنامج مؤتمرنا اليوم".
وأشار المنصوري إلى أنّ قانون تأسيس الـ IAF ينصّ بالفعل على أنّ أحد أهم أهدافه هي "تشجيع وتعزيز أعمال الحفظ والصون". متمنيا بصفته رئيساً للاتحاد العالمي للصقارة والمحافظة على الطيور الجارحة، أن تُشدد جميع الأندية التابعة لاتحاد الـ IAF، على ضرورة المُساهمة في أعمال الحفظ كشرط أساس لعضويتها.
واختتم كلمته بالتأكيد على ضرورة العمل للحفاظ على فن الصقارة. وقال: "إننا نحتاج جميعاً إلى العمل والتكاتف بقوة للحفاظ على فنّنا، فن الصقارة، ويُمكننا أن نقوم بذلك بالتأكيد على أفضل وجه، بصفتنا دُعاةً فاعلين لحماية الأنواع، ومُروّجين نشطين لثقافتنا وتراثنا.
شارك في فعاليات المؤتمر سعادة رزان خليفة المبارك رئيس الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة، والدكتور عوض صالح الخبير في العمل الثقافي في المنظمات الدولية. ويُدير المؤتمر د.أدريان لومبارد، رئيس مجموعة الاستخدام المُستدام وإدارة النظم البيئية في الاتحاد الدولي لصون الطبيعة، وبمُشاركة غاري تمبرل ممثلاً عن الاتحاد العالمي للصقارة والمحافظة على الطيور الجارحة.
ويُسلّط المؤتمر الضوء على أهمية معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية ودور الإمارات العربية المتحدة على الصعيد الدولي في توسيع رقعة عالم الصقارة والحفاظ على البيئة والتراث الثقافي.
ويُشارك في أعمال المؤتمر صقارون وخبراء وباحثون من كل من: الإمارات، أيرلندا، النمسا، المجر، بولندا، سلوفاكيا، فرنسا، إسبانيا، إيطاليا، كازاخستان، هولندا، البرتغال، التشيك، المملكة المتحدة، ألمانيا، منغوليا، الصين، بلجيكا، المغرب، تونس، وكرواتيا، وجورجيا، وبولندا، وتشيلي.
كما يهدف المؤتمر للعمل على تأسيس قنوات اتصال مباشرة بين مُربّي الصقور والصقارين، وتشجيع النظرة الإيجابية للصقارة لمن هم من خارج مُحيطها، وتصحيح المعلومات الخاطئة والتشديد على أن رياضة الصيد بالصقور غنية بالنجاحات في مجال الصيد المُستدام، والتي من الضرورة مُشاركتها باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من المجتمعات المحلية والشعوب الأصلية، وتشجيع استراتيجات استعادة النظم الإيكولوجية من خلال الاستخدام المُستدام، والاعتراف بدور الصقارة كتراث مهم في المجتمعات المحلية والسكان الأصليين، والدور القيادي الذي يمكن أن يلعبه الصقارون في تقديم الدعم لتحقيق أهداف الحفظ وصون التراث.
ويستعرض المؤتمر دور الاتحاد العالمي للصقارة والمحافظة على الطيور الجارحة في تعزيز انتشار الصيد بالصقور بشكل مشروع، والتركيز على إبراز بوابات الحفظ ومشروع تعليم الطلبة عبر التعاون مع المدارس، ومهرجان الصقارة الدولي، وبالتالي تسليط الضوء على التزام دولة الإمارات العربية المتحدة بالحفاظ على الصقارة والترويج لها في جميع أنحاء العالم.